دبي – قهوة ورلد
احتضن متحف القهوة العالمي في بون ما ثوت بمقاطعة داك لاك في فيتنام، خلال الفترة من 5 إلى 6 ديسمبر الجاري، فعاليات المؤتمر والمنتدى العلمي الدولي لعام 2025.
انعقد المؤتمر تحت شعار: “سلسلة قيمة صناعة القهوة العالمية – التنمية العالمية والمحلية والمستدامة”، بتنظيم مشترك بين إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في داك لاك، جامعة مدينة هو تشي منه للثقافة، اليونسكو، وجامعة يونان الصينية، وبرعاية شركة ترونغ نجوين جروب. وجذب الحدث عشرات الخبراء والعلماء والمديرين المحليين والدوليين.
في كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ المشارك الدكتور لام نهان، رئيس جامعة مدينة هو تشي منه للثقافة، أن القهوة تمثل محصولًا صناعيًا استراتيجيًا وفخرًا لشعب داك لاك والمرتفعات الوسطى. أشار إلى حساسيتها تجاه تغير المناخ، وإلى ضرورة الانتقال من التوسع في المساحات المزروعة إلى رفع الجودة وزيادة القيمة وتطوير تقنيات المعالجة وإدارة سلسلة القيمة.
لا تقتصر الورشة على البعد العلمي، بل تمثل خطوة لرسم رؤية جديدة لتطوير القهوة الفيتنامية ضمن سلسلة القيمة العالمية، عبر مناقشة تراث القهوة، من المعرفة الزراعية والمعالجة إلى ثقافة الاستمتاع، إضافة إلى موضوعات التكنولوجيا والعلامات التجارية والمسؤولية البيئية والتنمية المستدامة.
كما تساهم الورشة في إعداد ملف “معرفة زراعة ومعالجة والاستمتاع بالقهوة في المرتفعات الوسطى”، تمهيدًا لتقديمه إلى اليونسكو لإدراجه ضمن قائمة الممارسات الجيدة لحماية التراث الثقافي غير المادي.
- داك لاك… مركز صناعة القهوة الفيتنامية
قال تران هونغ تيان، مدير إدارة الثقافة والرياضة والسياحة في داك لاك، إن بون ما ثوت تُعدّ جوهر صناعة القهوة في فيتنام، مشيرًا إلى أن قهوة روبوستا في داك لاك ليست مجرد محصول زراعي، بل رمز ثقافي متجذّر لدى المجتمعات العرقية في المرتفعات الوسطى، التي حافظت عليه عبر الأجيال.
وتهدف المقاطعة إلى تعزيز قيمة تراث القهوة عبر الدمج بين الزراعة المستدامة، الاقتصاد الأخضر، السياحة الزراعية والثقافية، والصناعات الإبداعية، بما يتماشى مع فلسفة اليونسكو في الحفاظ المجتمعي والتنمية القائمة على التراث.
- خطوات عملية نحو الإدراج في اليونسكو
ذكر تران هونغ تيان أن وزارة الثقافة والرياضة والسياحة رفعت إلى رئيس الوزراء طلبًا لمنح الإذن بإعداد ملف علمي حول التراث الثقافي غير المادي المتعلق بـ “معرفة زراعة ومعالجة قهوة داك لاك”. وتُعدّ الورشة الخطوة الأولى في مسار إعداد هذا الملف، المدعوم بـ 67 عرضًا بحثيًا تناولت الاقتصاد والمجتمع والثقافة والأنثروبولوجيا والتراث وتقنيات القهوة وسلاسل القيمة والتنمية المستدامة.
- المعرفة الأصلية… ذاكرة وهوية وثقافة
ناقش المندوبون محاور تشمل: التبادل الثقافي عبر القهوة، توطين الممارسات خلال فترات التكامل، دور تراث القهوة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، والحلول الخاصة بحفظ المعرفة المحلية وتعزيزها في الزراعة والمعالجة وثقافة الشرب.
ويرى الخبراء أن معرفة زراعة ومعالجة القهوة في داك لاك تتجاوز المهارات التقليدية المتوارثة، فهي تمثل منظومة قيم وهوية مشتركة تُعزز الروابط الاجتماعية وتدعم الاستدامة وتوفر سبل العيش.
- نحو نموذج تراثي قائم على المجتمع
قيّم الأستاذ المشارك الدكتور لي ثي نغوك ديب من جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية، أن تراث القهوة في بون ما ثوت يتطور في سياق تفرّد داك لاك بمكانة مركزية في صناعة القهوة الفيتنامية. واعتبر أن دمج القهوة مع مفاهيم “التراث” و”الهوية المحلية” يُعدّ استراتيجية فعّالة لتعزيز القيمة ضمن السوق العالمية. وأكد على ضرورة وجود نموذج تراثي قائم على المجتمع يضمن مشاركة السكان في إدارة التراث واستثماره، مع الحفاظ على توازن بين السياحة والأصالة.
- نجاح لافت ومشاركة ثقافية واسعة
اختتمت الورشة أعمالها بإشادة المشاركين بالنتائج، حيث أكد تران هونغ تيان أن الحدث شكّل خطوة أولى في إعداد ملف إدراج التراث في اليونسكو، كما أسهم في طرح رؤى جديدة لتعزيز مكانة قهوة داك لاك عالميًا بوصفها رمزًا للتراث الحي والاقتصاد الأخضر المستدام.
تخلل الحدث جلسات تذوق قهوة زين، وزيارات لمزارع القهوة، والتعرف على حضارات القهوة الثلاث: العثمانية، الرومانية، والزن، إلى جانب جولة في متحف القهوة العالمي.
- داك لاك على خريطة التراث والإبداع العالمي
يمثل هذا المنتدى جسرًا بين التراث والإبداع المعاصر، ويعزز موقع داك لاك – “عاصمة القهوة الفيتنامية” – على خريطة التراث الثقافي العالمي والصناعات الإبداعية.
Gallery





